27‏/11‏/2012

مبادرات فقيرة في مضمونها


اكتب هنا تعليقا على خبر نشرته العربية نت على موقعها الالكتروني يوم أمس تحت عنوان " افتتاح مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان " في العاصمة النمساوية فيينا لتعزيز العلاقة بين مختلف الأديان والثقافات وبالأخص أن كافة دول العالم تشهد تنوعاً أثنياً وعرقياً واسع.

 المركز العالمي جاء تتويجاً لمبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز ، ملك المملكة العربية السعودية التي تخلو بلاده من الكنائس والمراكز الدينية والثقافية لغير المسلمين للمقيمين على أراضي بلاده. لست ضد المبادرة فإنها عظيمة وتؤسس لتوطيد العلاقات الإنسانية بين بني البشر وتمكينهم من العيش المشترك بحرية وسلام في أي بقعة في المسكونة كلها وكل الشكر لعاهل السعودية على مبادرته هذه.

لم نشهد يوماً قانونا أو عرفاً في الدول الغربية أو كما يسميها العرب " الدول المسيحية " يمنع بناء المساجد وتشييد المراكز الثقافية الإسلامية على أراضيها وأجزم هنا أن الغرب يمتلك مساجدا ومراكز إسلامية تفوق عظمة مما هو في الأراضي العربية والدول الإسلامية كافة. وهذا إن يدل على شيء إنما يدل على مدى الفكر الحضاري والإيمان الحقيقي بضرورة أن يمنح أي إنسان الحق في ممارسة عبادته وشعائره الروحية على ألا تخالف القوانين والأعراف والتقاليد والعادات المتبعة في تلك البلدان، فحق الحرية الدينية يجب أن يكون مكفولاً للجميع على أرض الواقع وليس مجرد حبر نقش على دساتير دول العالم.

لماذا تمانع السعودية بناء الكنائس والمراكز الدينية على أراضيها وتدعو في ذات الوقت للحوار بين الأديان .. هل أقتصر الحوار في زمننا الحاضر على الوقوف على أخطاء الآخر والاسترسال بذلك

أرى في كافة مؤسسات الحوار بين الأديان أن تحقق نقلة نوعية في فكر الإنسان وتعزز لحقه في العبادة حتى لو اختلف مع الأغلبية في العقيدة والفكر فهذا يؤسس لمجتمعات نهضوية قادرة على احترام الرأي والرأي الآخر وإرساء أسس التعددية الفكرية واعتماد مبدأ الاحترام في التعامل مع الأخرين ليقودهم ذلك الى التفاهم والتعايش جنبا الى جنب مما يعزز الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان التي تنادي بها دول العالم قاطبةً.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمني ( مجرد رأي )