تنصيب البابا تواضروس الثاني وغياب مرسي
في يوم تاريخي للكنيسة القبطية شهدت يوم امس الاحد 18/11/2012
الكاتدرائيه المرقسية بالعباسية في القاهرة حفل تنصيب قداسة البابا تواضروس الثاني
على كرسي الكرازة المرقسية بحضور جمع غفير من الشخصيات العامة وكبار القادة في مصر
وعدد كبير جدا من ابناء الكنيسة القبطية.
اللافت للانتباه في ظل ظروف الربيع العربي وما تمر به
مصر من فوضى وارتباك سياسي واقتصادي واجتماعي غياب الرئيس المصري محمد مرسي عن حفل
تنصيب البابا وهذا إن دل على شيء انما يدل على أن المطالب بالديمقراطية وتقبل
الآخر وعدم التمييز التي طالبت بها ثورة 25 يناير لم تتحقق بانتخاب مرسي رئيساً
لجمهورية مصر .. كان يفترض ان يكون مرسى في مقدمة الحاضرين لنقل رسالة الى العالم
أجمع بأن الشعب المصري شعب واحد لا فرق بين مسيحي ومسلم فالجميع ابناء النيل ولا
تمييز بين أبناء مصر في الحقوق والواجبات ... كان عليه أن ينقل رسالة المحبة بين
ابناء الشعب المصري في مؤشر حقيقي للحد من الاضطهادات الطائفية والاعتداءات
المتكررة التي يعاني منها أقباط مصر بين الحين والآخر .. كان علية كرئيس لكل
المصريين ألا يتجاهل شعباً يقدر بحسب احصائيات الدولة بثمانية ملايين وبحسب
الكنيسة يفوق اثنا عشر مليوناً ... كان علية أن يقف في صحن الكنيسة مقدما التهاني
لقداسة البابا واعلانة شريك في صنع الحياة السياسية الجديدة في مصر وخاصةً في
مرحلة كتلك التي تعيشها مصر الآن.
إن كان فخامة الرئيس ينظر الى مصر من زاوية الدين،
فالدين الإسلامي الحنيف يأمر بالمودة للأخر وتقبله ورعايتة لا بل وحماية غير
المسلمين ... فمن غير المعقول أن تبقى مصر تعيش في ظلام التمييز العنصري بين مسلم
ومسيحي فهذا يترتب علية إراقة دماء أبناء مصر في الأحداث العدائية التي نشهدها
باستمرار بين المسلمين والأقباط ... كان يوم تنصيب البابا فرصة حقيقية لدى الرئيس
مرسي لقيادة أبناء مصر بكافة فئاتهم وطوائفهم نحو التقدم وتقبل الآخر ومحبة بعضهم
بعضاً ... كانت الفرصة مهيأه لنهضة مصر الفكريه ،هنا لا بد أن أذكر بالتمييز
العنصري ضد السود في الولايات المتحدة الامريكية وكيف استطاع الشعب الأمريكي أن
ينهض بوعيه وفكره ويتخلص من فتيل أزمة التمييز العنصري فنرى اليوم البيض والسود
يعيشون جنباً الى جنب هدفهم الحياة الفضلى فقط ... لا بل ونرى رئيس الولايات
المتحدة الأمريكية من السود .. يا حبذا نظر فخامة الرئيس مرسي الى تجربة امريكا في
القضاء على التتميز بكافة أشكاله.
لا يكفي يا فخامة الرئيس أن ترسل مندوباً وبرقية
تهنئة ... فدوركم في نهضة مصر اكبر من ذلك
|
جمهورية مصر العربية |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمني ( مجرد رأي )