01‏/12‏/2012

يطالبون بما لا يفعلون في أنتفاضة أسموها شعبية

لم أستطع حتى هذة اللحظة أن أدرك مفهوم كلمة " الانتفاضة الشعبية " التي دعت إليها الحركة الوطنية للإصلاح يوم أمس ... فضد من تريد تلك الجبهة أن تنتفض ... هل على أرضنا أعداء .. هل ميادين المدن والقرى مدججة بالمدافع .. هل بات الوطن في عداد الوطن المقهور .. ( إنـتـفــــاضـةكلمة كبيرة جداً ولا تستخدم لمجرد الإصلاح وانما تحمل في طياتها معانٍ لا ترتقي الى الإصلاح ولا الى البناء الفعال في الوطن ... عندما يريد احدهم السير قدماً بموضوعات الإصلاح وحث الحكومة على العمل والحفاظ على الوطن .. عليه أن يراعي أن غيره يعيش على أرض الاردن .. فتجمع المحتجين على سياسات الحكومة في الأماكن العامة المأهولة بالسكان والمحال التجارية هو فساداً يسلب حقي ويقلق أطفالي ويزعج مرضاي ويعطل حقي في التنقل.

عدا ذلك من أعطى هؤلاء الذين يعتصمون الحق في الحديث عن باقي أطياف الشعب الأردني وباسمهم .. فعندما يقولون أن هناك شبه إجماع لدي الأردنيين أن قانون الانتخابات فاسد ولا يمكن أن يكون بداية للإصلاح فهذا حديث لا يعبر عنه الواقع حيث بلغ عدد المسجلين أكثر من ثلثي الذين لهم حق الانتخاب وحتى مع وجود من أقدم على حرق بطاقته الانتخابية فعددهم محدود جداً ولا يؤثر في مسار الحياة السياسية الأردنية ولا يقلل من شأن عملية الانتخابات النيابية .... ربما أكون غير مقتنع بالعديد من مواد قانون الانتخاب ولكن احترم رأي الأغلبية وأسير معهم ويبقي لي حق الانتخاب مكفولاً في الدولة ولا أقبل أن تنزعه شعارات فئة محدودة لا تصل في اكبر تجمع لها الى ألفين أو ثلاثة أسموا أنفسهم انتفاضة شعبية وهم في الواقع لا يشكلون أكثر من 0.000447 % من أبناء الشعب الأردني على أساس ثلاثة آلاف شخص

الأجدر بهؤلاء الذين يطالبون بالإصلاح انتقاء عباراتهم وكلماتهم بدقة وباحترام لتراب الوطن أولا ولأبنائه .. فليس من وكيل عن الشعب فكل منا له القدرة على الحديث والتعبير عن نفسه وعن كيانه في وطنه فنحن لسنا غرباء عن الوطن .. وأود أن أقول هنا أن إفراد الأمن العام لا يحتاجون الى ورودكم المتعبة وانما لتكن هديتكم لهم أن تدعوهم يستمتعون بالجلوس الى جانب أبنائهم وذويهم .. لا تطالبوا بالحرية المقلدة التي رأينا مشاهدها في دول الربيع العربي وانما طالبوا بالحرية الحقيقية التي تقم على احترام الآخر أولاً و تقبل قرار الأغلبية وصون حقوق المواطنين وممتلكاتهم العامة والخاصة والحوار الهادف البناء بعيداً عن غوغائية الشوارع  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمني ( مجرد رأي )