يبدو أن مشاهد الحراكات الشبابية ( المحدودة ) لا ترتقي ابداً في مفهومها الى الديمقراطية وأصول المطالبة بالحقوق المترتبة على الدولة تجاه المواطنين ، إن الحرية باعتصاماتهم واحتجاجاتهم تعيق حرية الآخرين وهذا ما يناقض أحد مبادئ الديمقراطية فحريتك تنتهي بمجرد التأثير على حرية الآخرين .. لا نطالب أحد بالتخلي عن الحراكات فهو حر ولكن نطالب بتنظيم تلك الحرية المشبوهه نوعاً ما .. كيف لك ايها الغيور على الوطن وأبنائه أن تشكل حريتك بما تطالب به عائقاً أمام أصحاب المحال التجارية في الشوارع التي تمارسون حريتكم فيها .. كيف لك أن تقطع الطريق أمام المارة والسيارات في العديد من المناطق الحيوية الهامة .. فدوار الداخلية مثلاً يعتبر مفترق طرق للعديد من المستشفيات كمستشفى الأردن والاسقلال وفلسطين والأمل وهبه .. فاعتصامكم ربما يقود الى موت انسان .. فهل أنت ايها الناشط غيور على مصلحة هذا الانسان ؟؟ هذا خلافاً لما شاهدناه في الاسبوع الماضي من تخريب وكسر وحرق للمتلكات العامة والخاصة .. ما هذه الحرية ؟؟ هل تعتبرون الخروج عن القانون حرية ؟؟ هل تعتبرون سرقة البنوك حرية ؟؟ هل تعتبرون حرق المراكز الصحية التي يستفيد منها الالاف حرية ؟؟ هل تعتبرون مهاجمة المراكز الامنيه حرية ؟؟ هل تعتبرون حرق السيارات العامة والخاصة حرية ؟؟ أقولها بالفم الملآن هذا أكثر فساداً من الذين تطالبون بمحاكمتهم من الفاسدين .. نعم الفاسد الذي يسرق ويختلس من أموال الدولة يرهق موازنتها وأنتم بأفعالكم تلك ترهقون موازنة الدولة .. أنتم إستنزفتم موارد الدولة بأعمالكم التخريبية .. لا فرق بينكم وبين الطالبين بمحاكمتهم سوى أن الأخير يسرق الوطن بكل هدوء دون ان يخيف أطفالنا ولا يدب الذعر في قلوب أمهاتنا ولا يعيق الطريق أمام حريتي لأتنقل أينما شئت وبأي وقت ، دون أن يثير البلبلة بين صفوف الشعب الأردني.
إن أردتم الإحتجاج فلا بأس في ذلك والدولة تحميك ولكن إختاروا أماكن بعيدة لا تؤثر على مسار الحياة العامة ونفذوا اعتصاماتكم بها طالبوا بحقوقكم ولا تحرقون بطاقاتكم الانتحابية فهي جزء من حقك حتى لو أنك لا تريد الانتخاب .. طالبوا بحقوقكم دون تدمير الشوارع والاشارات الضوئية والمراكز الصحية والمراكز الأمنية فهي جزء من حقك .. الا اذا كانت حقوقكم تصب في بحر التجزئة والخراب والفتنة في الوطن ... لا ترددوا كل ما يقال أمامكم فالكثير من الهاتفين لهم أجندات خاصة .. لا تكونوا كالعميان الذين لا يعرفون أين يتوجهون وبأي طريق يسلكون ... إختاروا طريقاً مستقيماً لنهضة الوطن أيها السادة الكرام.
كلام جميل ومعبر ، أتمنى على شبابنا الأردني أن يكون على هذا المستوى من التفكير الجاد والمتزن. شكراً يا منصور لطرحك هذه القضية الجادة. تحياتي
ردحذف