لم يخطر ببال الطلاب الذين يتنافسون بقوة على
الحصول على مقعد جامعي في الجامعة الهاشمية بأنهم يتنافسون على ماراثون العذاب والمهانة
... لم يخطر ببال الأهالي بأن أبنائهم الذين زينوا جهودهم في الثانوية العامة
بدخول الجامعة بأنهم سيكرهون تلك الجامعة وإدارتها
المراقب لمشهد طلبة الجامعة الهاشمية ومعاناتهم
في التنقل من والى الجامعة ربما يدرك كم هي حجم المأساة التي يعيشها الطلبة كل يوم
في الحصول على مقعد داخل الباص أو حتى الوصول الى الأبواب الخارجية للباص حيث يعتبر
بمثابة نصر حقيقي للطالب أعظم من تقدير امتياز بالنسبة له
ففي بحرٍ الفوضى العارمة يغوص الطلبة والطالبات
سعيا منهم للصعود الى الحافلات ... فما أبشعه من منظر يحمل رسائل التخلف وانعدام الوعي لدى الطلبة ... ولكن هذا التخلف ليس مسؤوليتهم
... فوزارة النقل الأردنية تتحمل مساؤى ذلك المشهد اللا حضاري ... فما ذنب بناتنا
ونحن في مجتمعٍ شرقي محافظ بأن يعرضن أنفسهن للمهانة بين أحضان الطلبة من خلال
المزاحمة على الباصات ... وبأي حق تسمح الحكومة لنفسها أن تحصر قضية النقل لطلبة
الجامعة الهاشمية بعطاءٍ لشركة واحدة لا تستطيع أن تفي بمتطلبات النقل للطلبة لقلة
اسطولها من الباصات ... أما حان الوقت أن نخرج من عقدة البيروقراطية فيما يتعلق بإجراءات
العطاء ... أما حان الوقت أن ننظر الى الطلبة " بناة المستقبل " بمعزل
عن هذه القضية ... أم أنه يستوي أن نرى طلبتنا متشردين هائمين على وجوههم رغبة
منهم في النقل ... ألا يعلم المسؤوليين أن الطلبة يعانون من حر السماء في صحراء
الهاشمية .. أما في الشتاء يكونون أشبه بسكان القطب المتجمد
هل إجراءات العطاء يجب أن تتم وفقاً للشروط
المكتوبة بين الشركة الناقلة وهيئة تنظيم النقل البري ونتجاهل حجم المشكلة
الحقيقية التي تواجه الطلبة ... لعل هذا الأمر لا يعني أصحاب القرار ربما لأن
أبنائهم مؤمنين بسياراتٍ فارهه للتنقل
ليس هذا فحسب وانما ما يدعو للقلق الحقيقي اهتراء
الباصات وتعطلها الدائم على الطرق لغياب الصيانة الدورية أو قلتها ... لا يريد
الأهالي من وزارة النقل أن تدعم تكلفة نقل الطلاب بنصف الأجرة وإنما يريدون أبنائهم
سالمين معافين ... يريدونهم بأمان فهل تتكفل الوزارة وهيئة تنظم النقل البري بذلك
؟؟؟؟ أعتقد أن لا شأن لهم ،، فالأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد والدليل على
ذلك ما حصل يوم أمس حيث احترقت حافلة للطلبة تابعة لشركة القلم صاحبة عطاء نقل
طلبة الجامعة الهاشمية في الزرقاء وانفجر محركها نتيجة للحرارة العالية الناجمة عن
غياب الصيانة ... ونتيجة لعدم كفاءة السائق والاستهتار بعمله كونه لم يلاحظ مؤشر
الحرارة .. أليس خمسون طالباً وطالبة بعمر الزهور كفيل أن نقف هذه الوقفة ... أليس
من حق الطلاب الأمان في النقل ... أم أن الجشع وصل الى حد " مش فارقه
معنا " ... أليس من المخجل بعد أن أوردت تلك القضية أن نسمي لأنفسنا وزارةً
للنقل
إزدحام الطلبة على الباصات من والى الجامعه الهاشمية |
باص للجامعة الهاشمية إنفجر محركة يوم السبت 18/5/2013 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمني ( مجرد رأي )