لعل
ما تابعناه من اعتداء عراقيين على مجموعة من أنصار حزب البعث الاشتراكي يوم الخميس
الماضي ما هو إلا تعدٍ على هيبة الوطن وامتهان لكرامة المواطن الأردني الذي ما برح
يوماً أن يقدم يد العون والمساعدة لكافة أشقائه العرب ومن بينهم العراقيين الذين
سولت لهم أنفسهم برعاية رسمية من السفير العراقي في عمان جواد عباسي أن يعبثوا
بالممتلكات العامة للدولة في مشهد تحطيم أروقة ومقاعد المركز الثقافي الملكي ..
عدا عن إثارة الفوضى والهجوم الشرس على مجموعة من أنصار حزب البعث بالضرب المبرح
القاسي.
ما حدث في تلك الفعالية التي نظمتها السفارة العراقية في عمان أجج مشاعر القهر والأسى لدى الأردنيين أن يهان وطنهم من أناسٍ لم يجدوا من يحتضنهم في مأزقهم وضيقتهم في حرب الخليج الثانية عام 1991 وحرب الخليج الثالثة أو ما يسمى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ... لم يجد هؤلاء وطناً يستقبلهم بصدرٍ رحب سوى الأردن " بلد الهاشميين " ولم يجدوا شعباً كالأردنيين يقتسمون معه لقمة الخبز وكاس الماء رغم ضآلة الموارد المتاحة
عندما يكون الاعتداء برعاية سفير الدولة حينها يكون الخزي والعار على الحكومة وعلى الأردن ككل أن يستظل هذا السفير في سماء الأردن ... فعلى وزارة الخارجية أن تتخذ موقفاً صارماً تجاه ما حصل من اهانةٍ للوطن وأبنائه وأن تنتصر لمشاعر الأردنيين الذين يتحملون فوق طاقتهم في استقبال الإخوة العرب من شتى الأصول والمنابت .. على وزارة الخارجية طرد السفير عباسي من أرض الأردن .. لأن هذا البلد ما هو إلا فخراً للعرب ومن لا يفخر به ويحاول الاستخفاف به لا يستحق العيش فيه
ليست تلك الحادثة الأولى التي يعبث بها العراقيين بأمن الوطن والمواطن فقد شهدنا أحداثا سابقة خلال مباريات كرة القدم ... فعندما يتكرر الحدث ... ربما يحدث ما لا يحمد عقباه ... فالأردنيين رصاصة في وجه كل من يسئ الى عرين أبا الحسين .. فكرامة الوطن عالية الهامة ... وهذا ما بدأنا نشاهد أثارة من خلال رد الفعل على العراقيين وحرق ممتلكاتهم في الأردن كما حدث في لواء بني كنانة في اربد الذين لم يكتفوا بذلك بل وتم طردهم من منازلهم في اللواء
الحرية التي يفهمها العرب تكاد بعيده كل البعد عن مفهوم الديمقراطية التي تحمل في أركانها مبدأ الرأي والرأي الأخر .. فالاختلاف في الرأي لا يقاوم وفقا للديمقراطية "بالزعرنه" والاعتداء على الآخر
جواد عباس سفير العراق في الاردن |
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمني ( مجرد رأي )