17‏/03‏/2013

البابا شنودة الثالث .. حكيم الكنيسة القبطية


يصادف اليوم 17/3/2013 الذكرى السنوية الأولى لرحيل قامة من قامات الكنيسة في العالم ... قبل عامٍ من اليوم اتشحت مصر بالسواد لا بل العالم كله ... قبل عامٍ من اليوم تحول خرير النيل الى صرخات بكاءٍ تبكي على رحيل حكيم الكنيسة القبطية البابا شنودة الثالث ... ذلك الرجل الذي أفنى حياته لخدمة الكنيسة القبطية والمجتمع المصري ككل ... ذلك الرجل الذي ترك رحيله أنيناً في قلوب المصريين مسيحيين ومسلمين .. لقد فقد العالم راهباً عظيماً وأديباً مرهفاً وشاعراً صادقاً وحكيماً ثاقب البصر والبصيرة و قائداً روحياً استطاع أن يؤثر في قلوب المصريين بروحانيته وعلمه وخلقه ... فكم من المؤلفات وضعها قداسته بين يدي المؤمنين وكم من العظات الروحانية وكم من الخدمة الاجتماعية قدم لنا هذا الرجل ... تحيه لروحك الطاهرة أيها الأب العظيم وأسكنك الرب الإله في ملكه السماوي

كان البابا شنودة الثالث واسمه الحقيقي " نظير جيد روفائيل " طالباً في مدارس الأحد فتلقى دروسه الدينية بانتظام ليرتقي  بحياته الروحية ليختار بعد ذلك حياه الطهر والنقاء ... حياه المحبة والتقشف ... حياه حقيقية مملوءة بالإيمان والرجاء فكم هي عظيمه مدارس الأحد

لقد استطاع المثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث أن يترك بصماته بين أبنائه .. واستطاع ان يدخل قلوب بني البشر واستطاع أن يكون مثالاً حقيقياً يقتدى به .. لذلك يستحق التكريم بالاقتداء على نهجه المبارك  .... فليكن ذكرك مؤبداً


قصيدة من نظم قداسة البابا شنودة الثالث عام 1946

غريباً عشت في الدنيا            نزيلاً مثل آبائي
غريباً في أساليبي                وأفكاري وأهوائي
غريباً لم أجد سمعاً               أفرغ فيه آرائي
يموج القوم في مرج             وفى صخب وضوضاء
وأقبع ههنا وحدي                بقلبي الوادع النائي
غريباً لم أجد بيتاً                 ولا ركناً لإيوائي
تركت مفاتن الدنيا                ولم أحفل بناديها
ورحت أجر ترحالي              بعيداً عن ملاهيها
خلى القلب لا أهفو               لشيء من أمانيها
نزيه السمع لا أصغى            إلى ضوضاء أهليها
أطوف ههنا وحدي               سعيداً في بواديها
بقيثاري ومزماري               وألحان أغنيها
وساعات مقدسة                  خلوت بخالقي فيها
أسير كأنني شبح                 يموج لمقلة الرائي
غريباً عشت في الدنيا            نزيلا مثل آبائي
كسبت العمر لا جاه              يشاغلنى ولا مال
ولا بيت يعطلني                 ولا صحب ولا آل
هنا في الدير آيا                  تعزيني وأمثال
هنا الإنجيل مصباح              ولا يخفيه مكيال
هنا لا ترهب الرهبان            قضبان وأغلال
ولا تستعبد الوجدان              أغراض وآمال
ولا تلهو بنا الدنيا                 فإدبار وإقبال
أقول لكل شيطان                 يريد الآن إغرائي
حذارك إنني أحيا                 غريباً مثل آبائي

المثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية    1923 - 2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يهمني ( مجرد رأي )