منذ خمس سنوات تطرب آذاننا على قضية الكازينو ...
طرباً دون إيقاع ... طرباً دون فنان .. حيث احتلت تلك القضية في الاردن مكاناً
أكبر من حجمها حتى لا يكاد يمر يوماً دون أن نسمع خبراً أو شهادة تتعلق بقضية
كازينو البحر الميت. لست أرى في ذلك المشروع ما يعيب إنشائه فمنذ أن أدركت بصيرتي
الحياة كان ذلك المشروع هو الأقوى والأجدى بين المشاريع السياحية في المملكة.
بعد قراءة لتفاصيل ملف الكازينو لم أجد فيه سوى
أخطاء إدارية تسببت بفقدان الحكومة حق إنهاء الاتفاقية لوقوع الإخلال بالمقابل في
حين تناولت حقوقا للشركة في حال مخالفة الحكومة الاردنية لأحكام الاتفاقية المبرمة
بين الفريقين. وأيضا في حال وقف ترخيص إنشاء الكازينو سيتسبب ذلك بدفع مبالغ
تعويضية باهضة عن الخسائر التي تعرضت لها الشركة إضافة الى الأرباح المحتملة خلال
فترة رخصة الكازينو والمحددة بخمسين عاماً وهذا ما تجيزه محكمة لندن حيث اتفقت
الشركة و الحكومة الأردنية على أن تكون موقعاً للتحكيم وفقاً للقانون البريطاني.
الأمر يمكن اختزاله بتطبيق الاتفاقية والعمل على
تفعيل ترخيص الكازينو والذي اتخذت الحكومة قرارا بتجميد الترخيص لإشعار آخر ... إن
تنفيذ المشروع يعد من وجهة نظري مكسباً للأردن لما يحققه في الخطوة الأولى من إيراد
ناتج من بيع 100 دونم على الطريق الساحلي للبحر الميت للشركة بقيمة 2.5 مليون دينار
عدا عن تأهيل الأرض بقيمة 8.75 مليون دولار وكذلك استئجار 50 دونم أخرى لمدة 3
سنوات وتأهيلها بقيمة 3.5 مليون دولار ليحق للشركة بعد ذلك شرائها بقيمة 0.75 مليون
دينار.
إقامة الكازينو يكفل تشغيل آلاف الأردنيين بوظائف
متعددة بدءاً من وظائف خدمة الاصطفاف والأمن والحماية و خدمات النظافة ووظائف
المطاعم والكوفي شوب والفنادق وصالات الكازينو ذاتها وغيرها من الوظائف التي تعيد
الحياة لبحرٍ ماتت مياهه .. علاوة على ذلك إقامة مشروع الكازينو سيظهر أرقاماً
كبيرة في جداول المؤشرات السياحية من حيث أعداد السياح القادمون للمملكة والزيادة
في الايرادات السياحية .. حيث أن مشروعاً كهذا في أخفض بقعة في العالم ومن أهم
المناطق العلاجية سيعطيه رونقاً خاصاً ليقطع الطريق باتجاه كازينو لبنان.
أما من يقول أن المشروع لا يتوافق مع تقاليد
المجتمع الاردني وأخلاق الشعب .. فأنا أيضاً أقول أن الزمن في تسارع والأخلاق في
تراجع سواءً بمشروع الكازينو أو بدونه ... فمن يرى في الكازينو انحطاطاً في الأخلاق
عليه ألا يقربه فكل إنسان مسؤولاً عن ذاته وعن خلقة.
كازينو الأردن |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمني ( مجرد رأي )