27‏/05‏/2013

الأردن بين مطرقة اللاجئين وسندان المنح الخارجية

مجرد رأي بقلم منصور الريحاني

منذ بداية الأزمة السورية التي دخلت عامها الثالث يواجه الأردن تحدياتٍ عصيبة جراء ما يشهده من لجوء أعدادٍ كبيرة من السوريين الفارين من  العنف الدائر في مناطقهم وسفك الدماء، الامر الذي يشكل ضغطاً كبيراً على الساحة الأردنية بكافة أركانها وقطاعاتها.

ففي الباب الأول فإن الأردن يعاني من عجز كبير في الموازنة العامة إضافة الى المديونية التي تتفاقم يوماً بعد آخر عدا عن الضعف في الميزان التجاري نتيجة لتقلص النشاط الاستثماري في المملكة تبعاً للأحداث التي تحيط بدول الجوار أو ما يسمى بالربيع العربي وما له من آثار سلبية على الاقتصاد الأردني.

أما وقد التزمت الأردن باستقبال السوريين انطلاقا من الواجب الإنساني التي تقدمة المملكة في مثل هذه الظروف في كافة أرجاء العالم وانطلاقاً من الكرم واستضافة المستغيث، فقد كان التزام الأردن باستقبال السوريين مبنياً على التعهدات الدولية بتقديم المساعدات اللازمة لتغطية النفقات الباهضة التي يحتاجها اللاجئين من حيث الضغط الذي يشكله العدد الكبير للسوريين على أراضي المملكة وإنهاك قدرة القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والطاقة والمياه إضافة الى خدمات البنية التحتية وإهلاكها.

مجرد رأي بقلم منصور الريحاني
علاوة على ذلك فإن استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين يشكل تهديداً للأمن الوطني الأردني من خلال الضغط على الأجهزة الأمنية وانتشارها لضبط الأمن، عدا عن المخاوف من انتشار الجريمة وتفشيها داخل المجتمع الأردني.

أما الباب الثاني فإن الأردن يعاني من ارتفاع في نسبة البطالة بين سكانه وها هو اليوم سيشهد تزايدا ملموساً نتيجة لإحلال بعض القطاعات وخاصة المطاعم ومحال الحلويات العمالة الأردنية بأخرى سوريه، عدا عن الفرص التي يقتنصها السوريين فيحرم منها أبناء الوطن.

كل هذه الضغوطات والتحديات تقود الى ارتفاع معدلات التضخم في المملكة لتشكل عبئاً ملموساً على المواطن الأردني بسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والمواد التموينية في ظل محدودية الرواتب وتفاقم المشكلات الاقتصادية في الأردن.

ومن هنا فإن ما تقدمة الدول الخارجية كمساعدات للأردن لإيواء السوريين تكاد لا تفي بالغرض منها تبعاً لما تحتاجه المملكة من نفقات كبيرة جداً لتغطية تكاليف الخدمات المقدمة للاجئين السوريين، لذا لا بد أن يدرك المجتمع الدولي أهمية تحمل مسئولياته في مساعدة الأردن لتمكينه من الاستمرار في أداء دوره الإنساني في خدمة الأشقاء السوريين اللاجئين في ظل قلة الموارد والإمكانات المتاحة للأردن.







25‏/05‏/2013

الإستقلال والحراكات الشعبية

منذ سبعة وستون عاماً خلت توج الأردنيون نضالهم وجهودهم ضد الإنتداب البريطاني في السعي نحو الحياه الفضلى بإعلان الاستقلال كمرحلة جديدة في تاريخ الأردن بقيادة هاشمية فذه

ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تتوالى الإنجازات واحدة تلو الأخرى حتى وصلنا الى أردنٍ حديث بإمتياز، أردنٍ نفخر به وبإنجازاته.

ومع أيامنا هذه وتزامناً فيما يسمى بالربيع العربي نشهد حراكاتٍ كثيرة تولد كل يوم على الساحة الأردنية بمطالب شتى منها ما هو عقلاني ومنها ما يفوق الخيال، فبض المطالب من الممكن تحقيقها والبعض الأخر يُعد تحقيقة مستحيلاً.

الإستقلال الحقيقي الذي ينبغي أن نعيشه هذا اليوم هو إستقلال يعيش فينا وينمو في قلوب الأردنيين، فليس كل ما نسمع ونرى في أرجاء العالم يوافقنا وليس كل شيء يتماشى وأصولية الحياه الأردنية.

بعض الحراكات لا تعبر إلا عن نفسها ولا تعد سوى زمره منفردة من الشعب ولا تعبر عن إرادة الشعب الكامل، فلا بد أن تكون تلك الحراكات مسقله في إرادتها وكيانها وحكمة عقول شخوصها، فإستقلال العقول هو أهم من رفع الأعلام في احتفالاتنا الوطنية ، فأن تكون تكون عقولنا مستقلة من فتن الفئات المغرضة التي تحاول العبث بالأردن وأمنه فهذا هو الإستقلال، أن تكون عقولنا بعيدة عن إنجرافات المشاعر والتكتلات اللامدروسة فهذا هو الإستقلال، أن تكون عقولنا تدرك كم هذا البلد عظيم بتاريخة وأهلة وقيادتة فهذا هو الإستقلال.

الإستقلال الحقيقي هو أن نحافظ على الوطن لا أن نرميه بوابل من الاحتجاجات و الإعتصامات التي تعرقل مسيرة التنمية في البلاد، فمن يظن بأنه يقدم خدمةً للوطن فهو بلا شك مخطئ ولا يعد هذا سوى تعطيل لمصالح الشعب عدا عن الفوضى والارباكات التي ترافق اعتصاماتهم، على الرغم أن هناك مطالب كثيرة لا نستطيع ان نتجاهلها جميعاً ولا بد من الحصول عليها ضماناً لمستقبل الأردن الحبيب واستمراراً لمسيرة الاستقلال، ولكن هناك من الأساليب ما يكفل تحقيق مطالب الحراكات الشعبية بأساليب حضارية ديمقراطية بعيداً عن الضرر بالشارع الأردني.


هذا هو إستقلالنا أن نحافظ على الوطن وعلى إنجازاته وعلى مقوماتنا الأردنية الأصيلة. فكل عام وأنتم بألف خير وسيد البلاد والأسرة الهاشمية بموفور الصحة والعافية ، ليحميك الله يا وطني ولترتفع راياتك ولتبلغ أعلى القمم.



21‏/05‏/2013

كثر التهلي بجيب الضيف الردي !!!


لعل ما تابعناه من اعتداء عراقيين على مجموعة من أنصار حزب البعث الاشتراكي يوم الخميس الماضي ما هو إلا تعدٍ على هيبة الوطن وامتهان لكرامة المواطن الأردني الذي ما برح يوماً أن يقدم يد العون والمساعدة لكافة أشقائه العرب ومن بينهم العراقيين الذين سولت لهم أنفسهم برعاية رسمية من السفير العراقي في عمان جواد عباسي أن يعبثوا بالممتلكات العامة للدولة في مشهد تحطيم أروقة ومقاعد المركز الثقافي الملكي .. عدا عن إثارة الفوضى والهجوم الشرس على مجموعة من أنصار حزب البعث بالضرب المبرح القاسي.

ما حدث في تلك الفعالية التي نظمتها السفارة العراقية في عمان أجج مشاعر القهر والأسى لدى الأردنيين أن يهان وطنهم من أناسٍ لم يجدوا من يحتضنهم في مأزقهم وضيقتهم في حرب الخليج الثانية عام 1991 وحرب الخليج الثالثة أو ما يسمى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ... لم يجد هؤلاء وطناً يستقبلهم بصدرٍ رحب سوى الأردن " بلد الهاشميين " ولم يجدوا شعباً كالأردنيين يقتسمون معه لقمة الخبز وكاس الماء رغم ضآلة الموارد المتاحة

عندما يكون الاعتداء برعاية سفير الدولة حينها يكون الخزي والعار على الحكومة وعلى الأردن ككل أن يستظل هذا السفير في سماء الأردن ... فعلى وزارة الخارجية أن تتخذ موقفاً صارماً تجاه ما حصل من اهانةٍ للوطن وأبنائه وأن تنتصر لمشاعر الأردنيين الذين يتحملون فوق طاقتهم في استقبال الإخوة العرب من شتى الأصول والمنابت .. على وزارة الخارجية طرد السفير عباسي من أرض الأردن .. لأن هذا البلد ما هو إلا فخراً للعرب ومن لا يفخر به ويحاول الاستخفاف به لا يستحق العيش فيه

ليست تلك الحادثة الأولى التي يعبث بها العراقيين بأمن الوطن والمواطن فقد شهدنا أحداثا سابقة خلال مباريات كرة القدم ... فعندما يتكرر الحدث ... ربما يحدث ما لا يحمد عقباه ... فالأردنيين رصاصة في وجه كل من يسئ الى عرين أبا الحسين .. فكرامة الوطن عالية الهامة ... وهذا ما بدأنا نشاهد أثارة من خلال رد الفعل على العراقيين وحرق ممتلكاتهم في الأردن كما حدث في لواء  بني كنانة في اربد الذين لم يكتفوا بذلك بل وتم طردهم من منازلهم في اللواء 

الحرية التي يفهمها العرب تكاد بعيده كل البعد عن مفهوم الديمقراطية التي تحمل في أركانها مبدأ الرأي والرأي الأخر .. فالاختلاف في الرأي لا يقاوم وفقا للديمقراطية "بالزعرنه" والاعتداء على الآخر   

جواد عباس سفير العراق في الاردن

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي



19‏/05‏/2013

باصات الجامعة الهاشمية


لم يخطر ببال الطلاب الذين يتنافسون بقوة على الحصول على مقعد جامعي في الجامعة الهاشمية بأنهم يتنافسون على ماراثون العذاب والمهانة ... لم يخطر ببال الأهالي بأن أبنائهم الذين زينوا جهودهم في الثانوية العامة بدخول الجامعة بأنهم سيكرهون تلك الجامعة وإدارتها
المراقب لمشهد طلبة الجامعة الهاشمية ومعاناتهم في التنقل من والى الجامعة ربما يدرك كم هي حجم المأساة التي يعيشها الطلبة كل يوم في الحصول على مقعد داخل الباص أو حتى الوصول الى الأبواب الخارجية للباص حيث يعتبر بمثابة نصر حقيقي للطالب أعظم من تقدير امتياز بالنسبة له

ففي بحرٍ الفوضى العارمة يغوص الطلبة والطالبات سعيا منهم للصعود الى الحافلات ... فما أبشعه من منظر يحمل رسائل التخلف وانعدام الوعي لدى الطلبة ... ولكن هذا التخلف ليس مسؤوليتهم ... فوزارة النقل الأردنية تتحمل مساؤى ذلك المشهد اللا حضاري ... فما ذنب بناتنا ونحن في مجتمعٍ شرقي محافظ بأن يعرضن أنفسهن للمهانة بين أحضان الطلبة من خلال المزاحمة على الباصات ... وبأي حق تسمح الحكومة لنفسها أن تحصر قضية النقل لطلبة الجامعة الهاشمية بعطاءٍ لشركة واحدة لا تستطيع أن تفي بمتطلبات النقل للطلبة لقلة اسطولها من الباصات ... أما حان الوقت أن نخرج من عقدة البيروقراطية فيما يتعلق بإجراءات العطاء ... أما حان الوقت أن ننظر الى الطلبة " بناة المستقبل " بمعزل عن هذه القضية ... أم أنه يستوي أن نرى طلبتنا متشردين هائمين على وجوههم رغبة منهم في النقل ... ألا يعلم المسؤوليين أن الطلبة يعانون من حر السماء في صحراء الهاشمية .. أما في الشتاء يكونون أشبه بسكان القطب المتجمد
هل إجراءات العطاء يجب أن تتم وفقاً للشروط المكتوبة بين الشركة الناقلة وهيئة تنظيم النقل البري ونتجاهل حجم المشكلة الحقيقية التي تواجه الطلبة ... لعل هذا الأمر لا يعني أصحاب القرار ربما لأن أبنائهم مؤمنين بسياراتٍ فارهه للتنقل
ليس هذا فحسب وانما ما يدعو للقلق الحقيقي اهتراء الباصات وتعطلها الدائم على الطرق لغياب الصيانة الدورية أو قلتها ... لا يريد الأهالي من وزارة النقل أن تدعم تكلفة نقل الطلاب بنصف الأجرة وإنما يريدون أبنائهم سالمين معافين ... يريدونهم بأمان فهل تتكفل الوزارة وهيئة تنظم النقل البري بذلك ؟؟؟؟ أعتقد أن لا شأن لهم ،، فالأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد والدليل على ذلك ما حصل يوم أمس حيث احترقت حافلة للطلبة تابعة لشركة القلم صاحبة عطاء نقل طلبة الجامعة الهاشمية في الزرقاء وانفجر محركها نتيجة للحرارة العالية الناجمة عن غياب الصيانة ... ونتيجة لعدم كفاءة السائق والاستهتار بعمله كونه لم يلاحظ مؤشر الحرارة .. أليس خمسون طالباً وطالبة بعمر الزهور كفيل أن نقف هذه الوقفة ... أليس من حق الطلاب الأمان في النقل ... أم أن  الجشع وصل الى حد " مش فارقه معنا " ... أليس من المخجل بعد أن أوردت تلك القضية أن نسمي لأنفسنا وزارةً للنقل



إزدحام الطلبة على الباصات من والى الجامعه الهاشمية

باص للجامعة الهاشمية إنفجر محركة يوم السبت 18/5/2013