في قراءة للاعتصام الذي قرر موظفي البلديات في
المملكة تنفيذه صباح اليوم الى إشعار آخر يستوقفني مدى التمرد والحالة اللا وطنية
التي يعيش بها هؤلاء الموظفين مع كل احترامي لشخوصهم. فكيف يجرؤن على هذا الاعتصام
مطالبين بالحوافز والمكافآت التي أعلن عن إلغائها معالي وزير البلديات ماهر أبو
السمن منذ بداية العام الحالي، والتي فاقت في حقيقتها الرواتب الفعلية للكثير من
الموظفين.
بأي حق تطالبون بهذا .. أليس نحن كمواطنين لنا
حقوق أيضاً على البلديات وموظفيها .. أليس من حقنا أن نعيش في بيئة نظيفة خالية من
النفايات.. أليس من حقنا أن نسلك في شوارع آمنة خالية من الانهيارات والحفر
والتصدعات .. أليس من حقنا أن نفتخر ببلدنا
أعزائي الموظفين ... أنتم لا تستحقون حتى الرواتب
التي تتقاضونها فهي حرام عليكم وعلى أبنائكم واعلموا أنه لو أعطيتم مدنكم حقوقها
لما توانى الشعب عن الوقوف الى جانبكم والمطالبة بحقوقكم ... ولكن بأي حق تطالبون
منذ شهور خلت كنا نسير في الشوارع بين أكياس
القمامة التي باتت " أكوام .. أكوام " وأصبحت معلماً يتحدث عنه القاصي
والداني.. فقد حولتم جمال الأردن الى مكرهة صحية بجهودكم الرائعة ... ليس هذا فحسب
وانما تابعنا كذلك ضعف الاستعدادات والإجراءات التي تتبعونها حيال الموسم المطري
الذي أنعم الله به علينا خيراً ولكنكم كدرتكم صفو المواطن الأردني بسوء إدارتكم
ومتابعتكم .. فقد غرقت الشوارع والإنفاق وانهارت الكثير من الطرق والتي منها ما هو
باقٍ حتى اليوم على حاله ، علاوةً على الحفر والتصدعات في الشوارع ... فبأي حقٍ
تطالبون.
إنه لأمر مخجل أن تطالبون بمثل هذا بحجة أنها
حقوق مشروعة لكم وهي في حقيقة أمرها لا تمت للشرعية أو للمنطق بصله، فهذا الأمر
إنما هو تخاذل واستقواء على الحكومة لا بل فساداً بحد ذاته وخصوصاً أن ثلة كبيرة
من الموظفين الكرام لا يعرفون مباني بلدياتهم الإ بأواخر كل شهر ليتقاضون رواتبهم
التي لم يؤدوا عملا مقابلها ... هذا إن لم تكن الرواتب محولة على البنوك
اخجلوا من أنفسكم فبلدنا عظيم جداً وقيادتنا
حكيمة بصيرة فلا تدعوا العابثين يتلاعبون بمصير الأوطان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمني ( مجرد رأي )