28‏/02‏/2013

مجلس النواب ... تلولحي يا دالية


ما يشهده مجلس النواب السابع عشر في هذة الايام أشبة ما يسمى بأزمة اختيار رئيساً للوزراء في خطوه غير مسبوقة في تاريخ الاردن الحديث أن يتم اختيار رئيساً للوزراء وفقاً للنهج الذي يتداول به المجلس الآن .. ولا أرى في هذه الآليه جدوى ذات قيمة لأنها تخلو من الأسس والمبادئ العامة التي يتوجب اختيار رئيساً لوزراء الأردن فالمشهد غير سياسي وانما أجزم بأنه مشهداً عشائرياً او نفعوي بامتياز حاد ... فلا يناقش السادة النواب برامج سياسية بقدر ما يناقشون اسماء مجردة فقط ... ولا يناقشون أيضاً رؤية مستقبلية ممنهجة وفق برنامج زمني محدد وخارطة طريق ترسم لإزدهار البلد
هذه الضحالة التي نشهدها سياسياً ناتجة عن ضعف الخبرة للكثير من النواب الافاضل عدا عن انقياد عددا منهم وراء خبرة النواب " الحيتان " عدا انها تجربة اولى للحدث ذاته ... فلا بد أن يعترف كافة شرائح المجتمع الأردني بأنه لا يوجد نضج سياسي في الأردن والحال انما يسير وفقا للعشائرية والمشيخات والمحسوبية والمصالح الذاتية والعلاقات الشخصية .. وهذا انما يقود الى انهيار الدولة واركانها السياسية
الغريب في الموضوع أن نواباً يؤيدون أن يخرج الفريق الوزاري من رحم المجلس ... كيف يفكر هؤلاء .. أليس من المخجل أن يطرح هذا الأمر تحت القبة .... هل يستوي أن تدمج السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية ويكون الموضوع " شوربة " فمن سيحاسب من ؟؟ ومن سيراقب من ؟؟ أليس هذا تقويض لسلطات الدولة ؟؟ نواب الاردن يعانون من ضعف البصيرة والحنكة .. فبدلاً من إحياء ثقه الشعب المعدومة بالمجلس النيبابي على خلفية ما حققه المجلس السادس عشر من انتاكاسات للشعب ، كانت اولى قراراتهم زيادة رواتبهم 500 دينار شهريا لكل نائب بواقع 900 الف دينار سنوياً في حين أن عجز الموازنة العامة يتفاقم والمديونية في ازدياد ... والان يناقشون اسماء خالية من برامج سيضعونها في مقدمة السفينة لقيادة الاردن ... أعيدوا الثقة لمجلسكم ايها السادة واجعلوا للهيبة عنوان للمجلس ولا تصنعوا من شعب الاردن شعباً يائساً
لنبقى كما كنا في إمره صاحب الرأي والحكمة ,, وليختار الملك من يرى فيه خيرا للوطن فهو صاحب القرار الذي لن يختلف عليه الأردنيين .. أما إن اختار النواب رئيساً للوزراء وفقاٌ لتكتلات وقوائم فهذة مصيبة نلتمس للاردن أن لا تقع رهينة في ايدي نواب على كراسي




24‏/02‏/2013

الحقوق المشروعة لموظفي البلديات .. مهزلة يعيشها الوطن


في قراءة للاعتصام الذي قرر موظفي البلديات في المملكة تنفيذه صباح اليوم الى إشعار آخر يستوقفني مدى التمرد والحالة اللا وطنية التي يعيش بها هؤلاء الموظفين مع كل احترامي لشخوصهم. فكيف يجرؤن على هذا الاعتصام مطالبين بالحوافز والمكافآت التي أعلن عن إلغائها معالي وزير البلديات ماهر أبو السمن منذ بداية العام الحالي، والتي فاقت في حقيقتها الرواتب الفعلية للكثير من الموظفين.
بأي حق تطالبون بهذا .. أليس نحن كمواطنين لنا حقوق أيضاً على البلديات وموظفيها .. أليس من حقنا أن نعيش في بيئة نظيفة خالية من النفايات.. أليس من حقنا أن نسلك في شوارع آمنة خالية من الانهيارات والحفر والتصدعات .. أليس من حقنا أن نفتخر ببلدنا
أعزائي الموظفين ... أنتم لا تستحقون حتى الرواتب التي تتقاضونها فهي حرام عليكم وعلى أبنائكم واعلموا أنه لو أعطيتم مدنكم حقوقها لما توانى الشعب عن الوقوف الى جانبكم والمطالبة بحقوقكم ... ولكن بأي حق تطالبون
منذ شهور خلت كنا نسير في الشوارع بين أكياس القمامة التي باتت " أكوام .. أكوام " وأصبحت معلماً يتحدث عنه القاصي والداني.. فقد حولتم جمال الأردن الى مكرهة صحية بجهودكم الرائعة ... ليس هذا فحسب وانما تابعنا كذلك ضعف الاستعدادات والإجراءات التي تتبعونها حيال الموسم المطري الذي أنعم الله به علينا خيراً ولكنكم كدرتكم صفو المواطن الأردني بسوء إدارتكم ومتابعتكم .. فقد غرقت الشوارع والإنفاق وانهارت الكثير من الطرق والتي منها ما هو باقٍ حتى اليوم على حاله ، علاوةً على الحفر والتصدعات في الشوارع ... فبأي حقٍ تطالبون.
إنه لأمر مخجل أن تطالبون بمثل هذا بحجة أنها حقوق مشروعة لكم وهي في حقيقة أمرها لا تمت للشرعية أو للمنطق بصله، فهذا الأمر إنما هو تخاذل واستقواء على الحكومة لا بل فساداً بحد ذاته وخصوصاً أن ثلة كبيرة من الموظفين الكرام لا يعرفون مباني بلدياتهم الإ بأواخر كل شهر ليتقاضون رواتبهم التي لم يؤدوا عملا مقابلها ... هذا إن لم تكن الرواتب محولة على البنوك
اخجلوا من أنفسكم فبلدنا عظيم جداً وقيادتنا حكيمة بصيرة فلا تدعوا العابثين يتلاعبون بمصير الأوطان. 








14‏/02‏/2013

بالأحمر العريض ... من أقامك مقام الله ؟!


في خبرٍ نشر على موقع وكالة سرايا الإخبارية مساء أمس أثار لديّ تساؤلاتٍ حول مدى التخلف الذي يعيش به أبناء العروبة .. حيث يتضمن الخبر مناشدة من الداعية أبو إسلام المصري يطالب به التوقف عن الاحتفال بعيد الحب "الفلانتاين" الى هنا فقد فعل حسناً ولكن عندما يقر بأن جميع من يبيع هدايا الفلانتاين الحمراء مصيره جهنم مقيماً ذاته مقام الله دياناً للبشر وأفعالهم فهذا ما هو إلا إشراك بالله.
ليس هذا فحسب وإنما يؤكد على إن عيد الحب ما هو إلا عيد الزنا والدعارة عند الصليبيين " بحسب قوله " وإن مثل تلك الأعياد لا تليق بمصر ولا بأخلاق أهلها، وعلى ما يبدو أن هذا الغلام لدية عقدة نفسية للتعامل مع الحضارات والأديان والثقافات الأخرى ويكتفي فقط بمهاجمتهم عبثاً.
حسناً تقول أيها الداعية بأن هذا العيد لا يتفق وأخلاق المصريين وبدوري أقول لا بل وأخلاق العرب ككل حكماً بالعادات والتقاليد.. مع أن الحب موجود ولا سبيل للتعامل معه إلا بأن نثقف أبنائنا للتعامل مع هذه الأعياد والسلوكيات ولكن أن تقول أن الحب عند الغرب المسيحي أو الصليبي كما تسميه ما هو إلا عيد الزنا والدعارة فهذا ضرباً من غباء لأن الشرق العربي يعج بالزنا والدعارة والخيانة والكذب والنفاق والنكاح والاغتصاب فلدى العرب أكثر مما هو في الغرب ولكن "بصورة مغبشة" أنظر أيها الشيخ الجليل الى المواقع الالكترونية وأحصي ما فيها من خيانات زوجات مصريات لأزواجهن، وأنظر طالبات الجامعات المصرية وهن في أحضان الشباب "يتغنجن"، وانظر الى طالبات المدارس وقيم المستوى الأخلاقي لدى أمهات المستقبل، وانظر الى فساد المسؤوليين وحب السيطرة والتحكم بالناس، وانظر الى تدني الأخلاق لدى أزواج مصر بخياناتهم الزوجية مع الخادمات، وانظر الى مقاهي مصر وحاول أن تشتم رائحة البانجو والمخدرات والحشيش فيها، وانظر الى أخلاق الثائرين الناشطين المطالبين بالحقوق المدنية في ثورة 25 يناير كيف تجاهلوا حقوق الآخرين للعيش بأمان وباتوا يغتصبون من خرجوا معهم من النساء الى ميدان التحرير مطالبين بذات الحقوق والتي أيدتَ فعلتهم الخسيسة هذه بداعي أن المغتصبات هن من الصليبيات أو الأرامل الليونز... أنظر كم من التخلف والرجعية والدونية التي يعيش فيها العرب.
 أيها الداعية العظيم لا تنظر الى نزوات غيرك وتتجاهل مصائبك فعلى أقل تقدير أن الغرب واضح وضوح الشمس مع نفسه ... لا تدع نظرتك للغرب أو للمسيحيين عقبه في طريق تطور ذهنك .. تحلى بقبول الآخر والعيش المشترك إن استطعت أن تكون إنساناً




10‏/02‏/2013

أربعون يوماً .. رسالة الى والدي

الأحد 10 شباط 2013 ... أربعين يوماً على رحيل المرحوم سامي منصور الريحاني
 ليكن ذكره مؤبداً


والدي الحبيب
منذ أربعون يوماً خلت تطابقت أجفانك فوق بعضها البعض ولم تعد ترى أحبائك وخلانك من حولك .. كانت تلك اللحظة هي المفترق الرئيسَ في حياتنا ... كانت لحظةً قاسية ومؤلمة عندما رحلت عن الأرضِ وفارقتنا الى حيثُ لا نعلم موعد اللقاء ... كان هول الفاجعة أبلغَ من أن نصدق رحيلكَ يا أبي ... فإشتعلت القلوب جمراً وضاقت الصدور وتقطعت الأنفاس ... وكاد سيل العين لا ينقطع.
منذ أربعون يوماً مضت إتشحنا بالسواد والألم ... منذ أربعون يوماً لم يعد هناك طعماً لحياةٍ أنت بعيدٌ عنها ... فعمود البيت كُسِر فتكسرت قوانا.

أبي الغالي  ...
لوعة فراقك علقمٌ في الحلق وصخرةً كبيرة طبقت على صدورنا فبات ألم الرحيل هاجساً مُراً يصعبُ نسيانه ... لم يعد من يحدثنا حكايات الماضي وجمال الحياة وعثراتها ... غاب جسدك وصوتك عن أحبائك يا أبي ولكن لن تغيب بروحك فأنت في القلب والعقل معاً ... إني أنظرك يا حبيبي في كل انحاء البيتِ كل لحظة ... انظرك في صحوي ومنامي ... أنظرك في شرابي وطعامي ... أنظرك والقلب يتحسر والعيون تلمعُ بدمعها الحزين.

أبي الغالي كلماتي لا يمكنها أن تعبر عن ما في الداخل من حرقة والم ... كلماتي هزيلة أمام رحيلك ... فقد فقدت تلك الكلمات رونقها  وحكمتها ... أرثيك بعباراتٍ بسيطة ايها الحنون لعل الكلام يهزم ثِقلَ الحزن المرير أسميتها أربعين الرحيل


أربعــونَ يومــاً علـى فُـراقكَ أيـها الحبيب
رحلتَ عنا بصمتٍ يا لــه من أمــر عجيب
غبتَ كغياب الشمسِ غيابـــــاً ليس بمغيب
تعـانـقتَ والمـوت، آهٍ من الموتِ والنحيب
مـوتاً يُــــدمي القلوب ويُشعلَ فيها اللهيب
لـم يمهلك الموتَ أكثر فكان منك قـــــريب
عشتَ عـزيزاً كـريماً ذو رأيـاً قـويماً لبيب
عشتَ كـمن لـم يعش كـأنك الآن غــــريب
تناديك محبتنا بشوقٍ فهــــــل لك أن تُجيب
أبي .... فراقكَ مرٌ طعمه كداءً بـــلا طبيب
لــــن ننساك يا عذب القـوم و سيداً مَهيب
أرقــد بسلام الــربِ ، فأمره هــو المصيب
ليذكركَ الربُ في مُلكه فهــــــو المستجيب
ملكنا الحزن قـاتماً فليس بالأمــــر المعيب
نقبل يديك ... وداعاً أيها الغالــــي الحبيب

المرحوم سامي منصور سليمان الريحاني