لعل من أبرز
الأحداث التي سيطرت على الشارع العام في الاسبوع المنصرم هو حالة الوهن والضعف
التي أصابت جماعة الإخوان المسلمون في المنطقة ككل، وما ضعفها هذا إلا نتيجة حتمية
لتردي نوعية الخطاب السياسي الذي يطلقه الإخوان في وجوه الناس، وكذلك فشل المشروع
الإصلاحي الإخواني المزعوم نتيجة المراوغة في المفاهيم الديمقراطية الحديثة وإتباع
سياسة النهج الإقصائي والاهتمام بكل من هم تحت إمرة الجماعة وكأن من لا يكون ضمن
صفوفهم فهو عليهم وبالتالي لا يستحق الحياة أصلاً.
الإخوان المسلمون في
تجربة وصولهم الى الحكم في مصر استطاعوا أن يثبتوا للعالم أجمع الفشل الذريع في
قدرتهم على الحكم المبني على أسس العدالة والديمقراطية والنزاهة والمساواة بين
المواطنين وتكافؤ الفرص. ربما يعود ذلك لقلة خبرتهم السياسية التي لا يعرفون منها
إلا المعارضة في حال كونهم ليسوا أصحاب القرار.
ولعل أبرز محاور
الفشل الذي أحاط بالإخوان المسلمون هو تحريضهم على العنف وإراقة الدماء في الشارع
المصري بحجة استرداد الشرعية التي انهارت بقرار الجيش المصري المنحاز لإرادة الشعب
بعزل الرئيس محمد مرسي عن سُدة الحكم في مصر.
لم يدرك الإخوان
المسلمون بأن إرادة الشعب أقوى من أي مخطط لديهم، فكانت حساباتهم ضعيفة جداً الى
أن وصلوا الى النتيجة الحتمية بفقدان مصداقيتهم وفقدان ثقة الشعب بهم وبتغريداتهم
وخطاباتهم الى أن سقطوا من علو وهيهات لهم أن ينهضوا ثانية.
حان الوقت لجماعة
الإخوان المسلمون أن يعملوا على تزيين صورتهم بالاعتدال في السياسة والرجوع عن
الوهم بأنهم هم وحدهم من يستطيعوا أن يقودوا دفة الحكم في البلاد، وبأن غيرهم لا
يصلح.
حان الوقت للإخوان
أن يلتحقوا بدورات تعليمية حول الديمقراطية والحرية لاستيعاب مفاهيم التعددية
والحوار والرأي والرأي الآخر واحترام رأي الأغلبية، حان الوقت لهم أن يدركوا بأن
هناك من هم أفضل منهم للخوض في العمل السياسي وقيادة السياسة في البلاد، حان الوقت
أن يصمتوا لتتكلم أفواه الديمقراطية وبالأخص في مرحلة الربيع العربي التي نعيشها
حيث بات المواطن أكثر إدراكاً وتفهماً لما يدور من حوله من أحداث ولم يعد
الاستخفاف به أمراً هين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يهمني ( مجرد رأي )